شهدت الطاقة الشمسية في تركيا نموًا ملحوظًا خلال عام 2024، محققة أرقامًا قياسية على صعيد الإنتاج وإسهامها في تلبية الطلب على الكهرباء أوقات الذروة.
فخلال الأشهر الـ8 الأولى من العام الجاري، تجاوز إنتاج الطاقة الشمسية 40% مقارنة بالمدة نفسها من عام 2023، وقد أدى ذلك إلى زيادة حصتها في توليد الكهرباء من 6% إلى 8%، بحسب تقرير حديث، حصلت وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه.
وحاليًا، تمثّل الطاقة الشمسية 18% من الطلب على الكهرباء في أوقات الذروة، مقارنة بـ2.5% فقط في عام 2017.
وتأتي هذه الزيادة بعدما واجهت تركيا طلبًا متزايدًا على التبريد بسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف ونمو السكان، ما يجعل الطاقة الشمسية جزءًا حيويًا في مزيج الكهرباء.
الطاقة الشمسية في تركيا تلبي احتياجات الملايين
كشف تقرير حديث صادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة "إمبر" أن إنتاج الطاقة الشمسية في تركيا تجاوز 10 غيغاواط/ساعة خلال ساعات الذروة عام 2024، وكان هذا كافيًا لتلبية احتياجات الطلب على الكهرباء في الساعة لأكثر من 10 ملايين شخص.
وغطّت الطاقة الشمسية ثلثي الزيادة في الطلب على الكهرباء خلال أوقات الذروة في عام 2024، ارتفاعًا من 52% في العام السابق.
وعلى مدى السنوات الـ5 الماضية، أسهمت الطاقة الشمسية في تركيا بتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، إذ غطّت 70% من الزيادة في ذروة الطلب البالغة 8.7 غيغاواط/ساعة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي مع استمرار نمو الاستثمارات وتقدُّم حلول التخزين؛ ما يعزز دور الطاقة الشمسية في إستراتيجية الطاقة بالبلاد.
ذروة الطلب على الكهرباء
أدى ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف إلى زيادة الطلب على التبريد، ونجم عن ذلك ارتفاع قياسي في الطلب على الكهرباء.
وخلال شهر يوليو/تموز، ارتفعت ذروة الطلب على الكهرباء في تركيا بنسبة 6.9%، لتصل إلى 58 غيغاواط/ساعة، مقارنة بعام 2023.
ومن المتوقع أن يشتد هذا الاتجاه خلال السنوات المقبلة، وقد يتراوح ارتفاع ذروة الطلب بين 68 و81 غيغاواط/ساعة بحلول عام 2030، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومع استمرار نمو عدد سكان تركيا وتعزيز التنمية الاقتصادية، من المرجح أن يواصل الطلب على التبريد كونه المحرك الرئيس لاستهلاك الكهرباء.
تطورات الطاقة الشمسية في تركيا
خلال عام 2024، ساعدت الاستثمارات المتزايدة بقطاع الطاقة الشمسية في تركيا على تلبية الطلب خلال أوقات الذروة، من خلال تقديم بديل مستدام وفعّال من حيث التكلفة للوقود الأحفوري.
ولا يقتصر دور الطاقة الشمسية على تلبية الطلب في أوقات الذروة بكفاءة، بل توفر مزايا كبيرة للبلاد، أهمها:
توفر التكاليف الثابتة للطاقة الشمسية -غير المتأثرة بتقلبات أسعار الوقود الأحفوري- للمستهلكين فواتير كهرباء يمكن التنبؤ بها.
تعمل الطاقة الشمسية في تركيا على الحدّ من اعتماد البلاد على واردات الطاقة؛ ما يساعد بدوره في خفض عجز الحساب الجاري.
تكلفة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية باتت أكثر تنافسية مقارنة بالوقود الأحفوري، ما يوفر فوائد بيئية واقتصادية.
بفضل الطاقة الشمسية، لم تكن تركيا بحاجة إلى الاستثمار في تطوير محطات كهرباء قائمة على الوقود الأحفوري بسعة تصل إلى 16 غيغاواط خلال عام 2024.
تسهّل حلول الاستهلاك الذاتي الاستعمال المباشر للكهرباء في نقطة التوليد، ما يقلل من الخسائر المحتملة في شبكات النقل والتوزيع.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأنظمة تخزين الكهرباء أن تعزز دور الطاقة الشمسية، فقد قطعت تركيا خطوات كبيرة في هذا الاتجاه، وتمتلك أكثر من 14 غيغاواط من سعة الطاقة الشمسية المقترنة بالتخزين في مرحلة ما قبل التراخيص، وهو ما يفوق هدف 2.1 غيغاواط المحدد لعام 2030 في الخطة الوطنية للطاقة.
وبوجه عام، تعتزم الحكومة التركية إضافة 60 ألف ميغاواط جديدة إلى قدرة شبكات الكهرباء بحلول عام 2035، من خلال زيادة الاستثمار في مشروعات الطاقة الشمسية والرياح.
|